بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك ما يستحق ان يدفع الشخص نفسه للوقوع في الكذب..؟؟
سؤال يطرح نفسه .، ويحتاج لإجابة ،،
فما هو الكذب وما هي نتائجه ،، وما هو موقف الإسلام منه.
الكذب
هو تلك الصفة الذميمة التي تذهب بمروءة الرجل بأن يعتاد لسانه علي قول اشياء خاطئة لم تحدث محاولا اقناع من امامه بحدوثها وصدقيتها ،، فهو من اشنع الصفات التي تصيب الانسان فمن الممكن ان يوصف بانه مرض خطير يصيب سلوك الانسان لينتقص من مروءته ليهوي به في بحر من بحور الفجور ،، والخزي . والعار ..!!
ومن نتائج الكذب ،، بأن يفقد الناس الثقة بالشخص الكاذب ويسقط من نظر نفسه قبل ان يسقط من انظار من حوله ،، ولا يقف تأثيره علي هذا فقط وإنما يمتد تأثيره لينتج عنه ايمان الناس بأشياء خاطئة لم تحدث وأحيانا يؤدي الي الظلم والخداع والغش ..!!
فمن الممكن ان نطلق عليه أنه رأس كل تلك المصائب ..
ومن نتائجه أيضا ..تدمير الأخلاق الحميدة فحينما يعتاد الشخص علي الكذب يصبح من السهل عليه ان يرتكب ما دونه من الاخلاق الذميمة التي تسقط الانسان في بحور الفسوق أعاذنا الله وأول هذه الطرق شهادة الزور وما ابشعها من صفة وما اخطرها في الدنيا والآخرة ،، ويمتد ليشمل النفاق فالكذب أول طريق النفاق ..،،
وللنظر إلي ما يدفع الأنسان للوقوع في هذا المنحدر الخطير نجد الأجابة في ما يلي..
إما ،، محاولة لتحسين المظهر العام أمام الناس بقول أشياء خاطئة ليست موجودة به محاولة منه للظهور بمظهر لائق أمام الناس .
وإما ،، أن يخفي صنائع شنيعة منه أو من اي انسان او قضية يخصه او يهتم بها محاولة منه اخفاء نتائج حقيقية أو صفات حقيقية،، قد تختلف نظرات الناس عند رؤيتهم لها .
وإما ،، أن يحاول بكذبه تضليل الناس عن الحقيقة إذا ما تعارضت مع مصلحته أو مع مصلحة من يحبهم .
وإما ،، محاولا لخلق جو من المرح بأن يتعمد الكذب ليختلق الطرائف الكاذبة محاولا خلق جو من الفكاهة علي من حوله .
ومن الممكن ان يفعل الشخص ما سبق بدون قصد منه ولكنه يكون وقع بالفعل في هذا المنحدر الذميم ،، منحدر الكذب ..
ولنعبر معا سريعا علي بعض الأدلة السريعة من القرآن والسنة النبوية المطهرة عن خطورة الكذب ..،، ونتائجة في الدنيا والآخرة..
يقول الله جل وعلي
{ ولا تقفُ ما ليسَ لك َبهِ علمٌُ إن السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُ أولئكَ كانَ عنه ُمسؤولا }
{ ما يلفظ ُمن قولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيد }
وقد وضح رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم خطورة ذلك فقال..
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن
الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى
الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى
يكتب عند الله كذابا.".متفق عليه
وعن ابن عباس رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"من تحلم لحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل
ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون
صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب
وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ "..رواه البخاري
تحلم :أي قال إنه حلم في نومه ورأى كذا وكذا وهو كاذب
الآنك :الرصاص المذاب
وعن ابن عمر رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"أفرى الفرى أن يري الرجل عيناه ما لم تريا "..رواه البخاري
معناه : يقول رأيت كذا وكذا وهو لم يرا شيئا
وبعد ان عبرنا سريعا علي كل تلك الأدلة وعلي معني الكذب ونتائجه فيبقي أمامنا السؤال.!!
هل هناك ما يستحق أن نكذب لأجله ..؟؟
فأدعوكم للنقاش في هذا الموضوع
- هل هناك فعلا ما يستحق الكذب من اجله ..؟؟
- وما هي نتائج الكذب من وجهة نظرك ..؟؟
وما هي نظرتك للشخص الكاذب ..؟؟
دعوة للنقاش
واسال الله ان يجعلنا من الصادقين في الدنيا وان يجمعنا مع الصديقين في الآخرة