السلام عليكم ورحمـة الله وبركـــــــاته
الصورة اصدق من الخبــر
يرى البعض بأن عالمنا لم يعد يقتصر على شمس وكواكب ولا حتى نجوم بل أضحى عوالم تحتكرها عوالم أخرى ، ولهم الحق في ذلك ، فعالم التقنية التي منيت به البشرية
فتح ابواب لعالم المفكرين وعالم المبدعين كما فتح ابواب للمشعوذين وعالم اللامتفقهين وبين هذا وذاك تبقى بعضها أرقام صحيحة لا تعتريها علة كعالم الصحافة والإعلام .
في هذا العالم بالذات يغالط العديد من المتخصصين والمتتبعين أنفسهم حينما يعتقدون أو يسعون لإثبات بأنه عالم للعبارات والمقالات والأراء والتوجهات ، كما أنهم يغالطون
أنفسهم عندما يقدسون الخبر كجوهر لهذه الكينونة الإعلامية ..... لكنه صراحة عالم للصور والأفكار فحسب وما المقالات أو الكتابات التي تدخل في سياق مضامينه إلا مجرد
ملحقات إن صح التعبير تحاول التعليق على صوره ورسوماته ..
الصحفي عندما يحمل قلمه ليكتب عن هم الإنسان وبؤس المجتمعات فهو يحاول جاهدا أن يصور القمامة في الشوارع يحاول ساعيا ليصور الحوادث في الطرقات لكنه يفشل
في إلتقاط الصورة كما هي لأن القلم تعتريه الذاتية ولو حاول أن يصدق ...
بينما الكاميرا على اختلاف اشكالها وعلى اختلاف لقطاتها ثابتة أم متحركة تقطع الشك باليقين ، كما تقطع الحبر عن القلم ... ولا يخفى على أحد مدى فعالية الصورة في ترك
آثارها على ذهنية المتلقي ... من هنا جاءت اهمية الصورة في الحياة الإعلامية حتى أنها اضحت أحد اهم العناصر الواجب توفرها في التقارير الكتابية قبل التلفزيونية وعليها
قامت حرب خفية لا يراها الكثيرون سوى من تبصر جيدا ..
فالإعلام الغربي منذ سطوع سطوته وعلو كعبه وهو يوظف الصورة أيما توظيف .. وظفها كما وظفها قبلا في الفن ، فبلقطة واحدة يستطيع أن يشكل مالم تشكله آلاف المقالات
من آراء وتوجهات ، فتارة يستعملها للوصف وتارة لقلب الواقع وبالتحديد طمس الحروب ... وخير مثال تلك الصورالتي ألتقطت في حرب العراق والتي إن لم نقل عنها مخادعة
يكفي وصفها بالذكية حيث صورت أن الإستسلام قد تم وأن العدو حامل للسلم والسبب في كل ما ميزها من دهاء أنها صورت في الزاوية المناسبة وبالوقت المناسب ودون الخوض
في جدلية لا تنتهي مع التفاصيل المعنية بالمثال المذكور أو غيره .. يكفيك كمشاهد صامت او معلق أن تتبصر وتتبصر حتى تغيب عنك ذاتك كما قال احد علماء السيميائيات حتى
لا تخدع ولا تكون عدسة ثابتة إن لم نقل شاهد ما شفش حاجة ...
دمتم بود